غيـــرة


غيـــرة

دقات على بابى .. هرعت للباب ، دخلتْ ، صرخت :
عليه أن يطلقنى هذا (البصباص) لا أمان للرجال ، صدقت أمى (الرجال كالماء فى الغربال ) ...
جلست أشعلت سيجارتها ظلت تنفث غيظها .. نظرت إلى مازلت صامتةً أنتظر .. قفز الكلام على شفتيها مجدداً ..
                 -اليوم ضبطته متلبساً..كنت أعد له قدحا من القهوة ليحتسيه وإذا بهذا (الحاسوب) ينطق:
                 - اسمى كيت باللغة الانجليزية ، صحت فيه ممازحة ، حتى الجهاز الآلى أنثى .. لماذا لايكون ذكراً ؟ !
                 -لماذا كل شىء تريده أنثى .. ‘‘ فصاح بوجهى ‘‘ كبركان :
                 -أنت تغارين من كل أنثى حتى وإن كانت شجرة .. لو أشعلت لفافة تبغ أودخنت النارجيلة ، تصرخين : لأنها مؤنث ، لم أعد أدخن إلا السيجار..
لأنك تحب النساء .. وتاء التأنيث .. ونون النسوة .. والتاء المربوطة والمفكوكة والمنفلتة ، أنت (بصاص) بالوراثة .. طلقنى .. طلقنى ..
أخلعينى إن أردت !!
ظللت واجمة مبتسمة أنتظر نهاية لملحة صديقتى الغيور ..
تذكرتها يوم حنقت على من أطلقوا اسم( بدلة ، كرافتة، جذمة ، منامة، أو بيجامة ) على بعض أغراض الرجال .. ضحكت .. علت ضحكتى.. نظرت صديقتى وكأننى أرتكبت جريمة بشعة..
أنت لاتشعرين بما أعانى..تضحكين .. تسخرين .. ياقاسية!!
                 -أنت طفلة بلهاء تسكب اللبن لآن أصابعها الرقيقة لم تنله .. الغيرة شعور انسانى لو عرفنا السيطرة عليه لما وقعنا تحت حبائله .. إنها تغير طبيعى يحدث للنساء والرجال مثل ما يحدث عندما يهاجم ‘‘فيروس‘‘ جهاز المناعة بالجسد فيستعد لمهاجمته، قد يتبعه ارتفاع فى درجات الحرارة ، رجفة .. إعياء، المرأة عندما تستشعر الخطر على رجلها ينتابها هذا الشعور إذا كانت تحبه ..
تأملتنى صديقتى وهى تعتدل فى جلستها :
                 -وأنت يا سليلة الحكماء ألا تغارين .. على زوجك أم تغلبت على ‘‘فيروس‘‘ النساء العضال ؟!
                 -أنا أثق فى نفسى وقدراتى.. لا أدمر ، الحلول المنطقية لم تٌعدم
حملت حقيبة يديها إنصرفت لمنزلها دون وداع ..
لم أتصل بها .. نسيتها ..
رنين الهاتف ذكرنى بها ..
                 -نعم .. مساء الخير ..
                 -كيف حالك ؟
                 -أنا سعيدة لاتصالك ، أين كنت طوال أسابيع ؟
                 -طٌلقت ...
                 -كيف ؟!
                 -لايهم .. سمعت أن .. ‘‘صمتت‘‘ إستطردت ، زوجك اليوم فى السينما مع إمرأة أخرى تعرفينها .. إليك العنوان .. العرض ينتهى فى الثانية عشرة مساء
                 -ضحكتُ مستنكرة
                 - لا أمزح
ابتلعت طعماً مراً خرج صوتى مذبوحاً .. من قال لك ؟ ! لعلها!! ألقيت السماعة دون تحية ، خطفت ثوباً من خزانة الملابس أدركت فيما بعد أن لونه أحمر .. كبست الحذاء بقدمى وكان لونه أحمر.. ركبت سيارتى الحمراء التى  إشتراها لى (زوجى) لا.. الخائن .. لم توقفنى الإشارات الحمراء إقتحمتها ، وصلت إلى السينما .. رأيته يخرج متأبطاً ذراع إمراة .. دققت النظر.. أدرت مفتاح السيارة ضغطت بكل قوتى على دواسة البنزين .. تذكرت جهاز المناعة ومهاجمته للفيروس ، تدفق الدم فى عروقى، احترقت كإحتراق لفافة التبغ التى أحرقتها يوم.. جاءتنى تعصف ببيتها ، فى لحظة أطاحت سيارتى بشىء لم أنظر خلفى..
هدأت .. عدت للمنزل ، نظرت فى المرآة ، أرتدى ملابسى الحمراء ، رفعت الهاتف أدرت القرص ..
...............
قتلت زوجى وصديقتى ..
...............
نعم أنا فى انتظاركم ..
...............
أعتقد أنهما ماتا ..
...............
لا لم أنتظر .. فشلت فى فلسفة هذا الموقف ، أنا جاهزة للإعدام..
****