غلطـــــة


غلطـــــة

لم أكن أدرى أنه سيأتى يوم تخط يدى تلك الكلمات ، أجمع بيدى حروفاً تقص عليك أنت دون كل البشر قصة جريمتى فى حقك .. أطلب عفوك ، أن تفتح لى قلبك ، واسمعنى يا أغلى الناس .
الحب ينقر فى قلبى كعصفور ، يدق دقات خافته ، لحظات السرقة التى يشعر بها العاشقون ، كانت عمراً أعيشه مع أبيك ، التقيت بوالدك ـ ولم يكن غريباً على ـ كان لقاء عشق منذ اللحظة الأولى .
تزوجت ككل البشر بورقة رسمية ، وعشت مع من اختاروه لى حياة لا أدعى أنها قاسية بل فيها حنان أبوى ، وعندما أنجبت له أخاك الأكبر سعد به ووضعنى فى صندوق ذكرياته أحلم بالحب .. لم يتغير شئ بيت والدى كبيت زوجى ، داعبت فيه الزوج فأبى، حتى التقيت بأبيك .. قلبى يخفق له وكرامتى تأباه وكبريائى يكتم صوته .. كنت ألوذ بزوجى ، أجده فى عالمه بعيداً عنى قريباً من إبنه لا يعترف بأنوثة تصرخ بداخلى .
والدك يقترب من نفس تتجسد بالتدريج معانى حياتى كلها فيه .
دخوله لمنزلنا أمر يسير كصديق لزوجى .
فى ومضة عشق ذابت الأجساد وتعرت القلوب .. شعرت بك بين أحشائى حاولت الخلاص لم أقو على إجهاضك ، فشلت محاولة انتحارى ، فكرت هل تحمل اسم رجل غريب عليك ، لم ينكرك أبوك ، طالبنى بالانفصال عن زوجى لكننى انقسمت يا ولدى على صخرة صلده أقسى من لحظات الخيانة .
كيف أنزع أخاك من زوجى وهو الذى يستنشقه ليحيا .
قبلت هذا العفن ولم أنفصل ، كلما انفردت بنفسى أقسم ألا أعود .. وتدعونى نظرته فأذوب قلباً ، جسداً ، عقلاً .
أصبحت كأرض شراقى تطلب الرى ولا ترتوى .. كالسراب خلاصى من حب أبيك زوجى يبتعد ووالدك يقترب ، الأعذار فى عقلى كخيوط العنكبوت .
عطف زوجى عليك وسعادته بك تقتلنى ، كلماتك الأولى ( بابا ) تمزقنى ، زوجى يقهقه لسماعها ويسعد .. يهتف :
ـ نطق (بابا) قبل (ماما) .. أولادى من صلبى .
تنطلق الكلمة كلكمة قوية فى وجهى .. قال يوماً :
ـ سأكتب ما أملك للولدين مناصفة .. ولك هذا المنزل .
ـ قفزت مذعورة .. لا .. لا تفعل اترك كل شئ للزمن . أقسمت بكيت .
أردت أن أخلص ضميرى سطرت لك رسالتى تلك لعلك ........
(رنين مستمر من الهاتف ..)
ـ نعم أنا بخير يا حبيبى نلتقى أين .. ولكن .. لعلى

.. أرجوك لا
ـ ……………………………………
ـ اسمعنى فقط .. بعد ساعة سأكون هناك ..
أنه أبوك .. سأرتمى فوق صدره باكية .. ككل مرة أقسمت فيها ألا أعود .. وعدت ـ لكن الرسالة ـ لا لن أحطم معبدى .. سألقى ببقايا عمرى وقصاصات رسالتى تحت قدميه .. سأعود لأستمع لأغانى الخيانة وأبكى ، أشاهد روايات الخديعة وأبكى ، أسمع صفعات الشرفاء على وجهى وأبكى.. لكنى إليه اشتقت .. أشتقت …
****